Sunday, August 09, 2009

العاشرة مساء



العاشرة مساء

كنت جالسا اشاهد التليفزيون برنامج العاشرة مساء حيث يناقش البرنامج مشاكل التعليم ويناقش مشكلة المدارس التجريبية المتطورة. استوقني اسم هذا النوع من المدارس. وبدأت افكر اكيد لما سموها من عشرين سنة تجريبية كانوا قاصدين بهذا النوع تجربة ونهاية اي تجربة تكون بتقيمها بعد فترة زمنية مناسبة فاذا نجحت يتم تعميمها وتطبيقها علي نطاق اوسع.واذا بمقدمة البرنامج تشاركني ما كنت افكر به وتطرحه علي المسئول الضيف. وكالعادة المسئولين في مصر يملكون قدرا كبيرا من القدرة علي الامتصاص وعدم الافادة بأي شيء. المهم اني قررت افهم ما هو الفرق في المدارس التجريبية المتطورة فأكتشفت ان الفارق الرئيسي هو انه سيتم اختبار الاب والام. حسب ما افهمه انه في اي مكان في العالم فالدولة من المفترض ان يكون لها دور ينبثق من خلال رؤية شاملة(ايه الكلام الجامد ده).وذلك من خلال تقييم المشاكل ووضع الايجابيات والسلبيات والعمل علي تحقيق الاهداف.اذا فأننا هنا امام تجربة اشبه بتحديد النوادي للمستوي الاجتماعي بداخلها. فأذا كان هذا مقبول في النوادي فهو بالتأكيد غير مقبول بالنسبة للتعليم. اذا ان التعليم هو احد الوسائل الموجودة في يد الدولة للارتقاء بمستوي المجتمع. ولكن اري ان المشكلة الرئيسية تكمن في اننا مازلنا نعيش في منطقة النص نص. حيث اننا في بعض القضايا اشتراكيين ولنا جذور عميقة في القضايا العربية وكذلك الشاغل الكبير للحكومة هو المواطن محدود الدخل. وفي اوقات اخري نكون رأسماليين وغير متحالفين مع احد وشغل الحكومة الشاغل هو الخصخصة وسحب يد لحكومة من رعاية كل المجالات والنشاطات علي حد سواء سواء كانت قومية او ترفيهية.
نعود للمشكلة الرئيسية وهي المدارس التجريبية المتطورة. فهذا خير دليل علي ان الحكومة تتعامل مع الواقع ولا تسعي لتغير اي شيء حتي ان كان هذا الشيء من اهم ادوارها.فاذا كان الاب والام المراد اختبارهما علي مستوي عالي اذا لماذا الحاجة الي هذا النوع من المدارس. واسأل سؤال هنا اعتقد انه هام هل كان والد ووالدة كل من نجيب محفوظ - طه حسين- يحيي المشد وغيرهم من العظماء كانا سيجتازان الاختبار ام لا؟
المشكلة ان نية الحكومة واضحة وهي التحول لدولة رأسمالية خالعة يدها من كل شيء. فهناك التجربة الفجة في كلية هندسة جامعة القاهرة وهي فتح قسم موازي وهو الساعات المعتمدة يمصاريف مختلفة واسلوب مختلف. وبالصدفة انا خريج هندسة القاهرة ولي احد الاقارب قد التحق بهذا القسم الجديد واتي في الاجازة ليتدرب عندي قي الشركة التي اعمل بها وفجأة رأيته يتحدث الي احد السادة الاساتذة ويتفق معه علي تأجيل احد الامتحانات وذلك لاشتراكه في احد البطولات فتذكرت هذا الدكتور حيبنما كنت في الكلية لم يكن يتحدث الينا ولم اسمعه مرة يلقي علينا التحية.
فتخيل ان هناك لك زميل دخل نفس الكلية بنفس المجموع ولكنه يحضر وسط 40 طالب وانت تحضر في وسط 400 طالب يتم طرح المادة العلمية بشكل مختلف ففي الساعات المعتمدة يظل المعيد معك لحل كل مشاكل ومسائل الشيتات اما في النظام العادي اتصرف لما تروح ان شاء الله تولع.
هل فكر المسئول عن هذا النظام فيما سيفرزه هذا النظام من احساس بالظلم.
اعتقد ان المسئولين عن مثل هذه الافكار والقرارات لم يفكروا لحظة واحدة في اي شيء غير المادة وانا لا اعترض التفكير في المادة ولكن هذا ينطبق حينما تدير محل كشري وليس جامعة او نظام تعليمي من المفترض ان يسهم في نهضة تخرج بنا من كل ما نعيش فيه من قهر وظلم وانعدام كل الاخلاقيات والمثل.
في النهاية اشكر المعدين لبرنامج العاشرة مساء لانهم بالفعل يعيشون نفس مشاكلنا